زنچة
جميع المنصّات
إلى المحتوى الرّئيسي
Whatsapp Delete or Install

هل حان موعد وداع واتساب؟ وما البديل؟

لماذا يريد واتساب من مستخدميه قبول شروطه أو حذف التطبيق؟ وما التطبيقات البديلة التي قد تحل محلّه.

بقلم: محمد معاذ

هل انتشرت مطالب الهجرة من واتساب إلى تطبيقٍ آخر على أحد مجموعاتك في واتساب؟! هل تم طرح سيجنال كبديل؟ وإذا كنت أنت من يحثّ حولك بالاستغناء عن واتساب، كيف يمكنك إقناعهم بالتخلّي عن أحد أكثر تطبيقات التواصل والدردشة شعبيّة حول العالم؟ تتمحور القصّة حول شروط استخدام وسياسة خصوصية جديدة، حيث يطلب واتساب من مستخدميه (خارج المنطقة الأوروبية) إمّا الموافقة عليها بحلول ١٥ أيّار/مايو ٢٠٢١، أو حذف التطبيق. وفي حال عدم الموافقة وتجاهل حذف واتساب، لن يعمل التّطبيق كالمعتاد، وسيفقد بعض الوظائف الأساسية "لفترة قصيرة"، قد تستمر لبضعة أسابيع فقط بحسب موقع "تيك كرانش"، إذ سيتمكّن المستخدم خلال هذه الفترة من تلقي المكالمات والإشعارات فقط، لكنه لن يكون قادرًا على قراءة الرسائل أو إرسالها من التطبيق، بحسب ما أعلنت الشركة في صفحة الأسئلة الشائعة الجديدة على موقعها. كما سيتمّ تصنيف الحساب على أنه غير نشط، وبهذه الحالة سيقوم واتساب بحذف الحسابات غير النشطة بشكلٍ تلقائي بعد مرور 120 يومًا.

أمام هذه المعطيات، يبقى أمام المستخدم للواتساب خياران لا ثالث لهما:

  1. قبول الشروط وسياسة الخصوصية الجديدة.
  2. عدم استخدام واتساب.

ماذا يريد واتساب في سياسة الخصوصية الجديدة؟

بينما يؤكّد واتساب لمستخدميه أنّ اتصالاتهم ستبقى مُشفّرة من طرف لِطرف (باستخدام تقنية مبنية على بروتوكول تشفير سيجنال وبعد إغلاق مصدر الكود بالمناسبة)، إلاّ أن التطبيق سيستمرّ بجمع الكثير من البيانات الوصفيّة حولهم، من بينها رقم الهاتف، وصورة الحساب، ونشاطات المستخدم على التطبيق إضافة لتحديد المعرف الرقمي (IP) لجهاز الحاسوب أو هاتف المستخدم وموقعه ولغته، ومعلومات عن البطارية، وقوة إشارة الاتصال بالانترنت، إلخ. كما تنصّ الشروط الجديدة بأنّه سيتم مشاركة هذه البيانات مع "شركات فيسبوك" الأخرى (انستغرام، وفيسبوك، ماسنجر وغيرها). وقد أضافت الشركة قسمًا جديدًا في السياسة، يُسمى "بيانات المعاملات والمدفوعات" وهو يضمّ البيانات المالية الخاصة بالمستخدمين التي يتمّ جمعها بهدف "تطوير خدمات البيع والكسب عبر السماح للمعلنين بالتواصل مع زبائنهم عن طريق واتساب، أو حتى بيع منتجاتهم مباشرة عبر المنصة". ورغم استفادة الكثير من أصحاب المتاجر الصّغيرة بالفعل من خدمات واتساب في تسويق خدماتهم والتواصل مع زبائنهم، يبدو وكأنّ الشّركة، التي اشترتها فيسبوك عام ٢٠١٤، تريد إيجاد وسيلة لجني الأرباح من هذه الاستفادة. وكما يقول المثل، "فِش إشي ببلاش…".


*إشعار من فيسبوك لصفحة زنچة يحثّنا على ربط حساب واتساب بالصّفحة*              
 * إشعار من فيسبوك لصفحة زنچة يحثّنا على ربط حساب واتساب بالصّفحة


موسم الهجرة إلى سيجنال

في بداية هذا العام، نشر واتساب أوّل إنذارٍ لمستخدميه حول خططه المستقبليّة، وكان ٨ شباط/فبراير الماضي هو أوّل موعدٍ للقبول بشروطه وسياسته الجديدة. لكن ذلك قوبل بعاصفةٍ من الانتقادات بتعدّي الشركة على خصوصيّات مستخدميها، ما دفع التطبيق إلى منح مُهلةٍ أطول لمستخدميه للموافقة على متطلّباته بحلول 15 أيار/ مايو من هذا العام.
وبحسب صحيفة الغارديان، وبعد مرور ثلاثة أسابيع فقط من بداية هذا العام، أصبح هنالك ٧.٥ مليون مستخدم جديد لسيجنال، و٢٥ مليون لِتيليجرام. إذن، ما هي أهم البدائل؟ وماذا عن معايير الخصوصيّة فيها؟

تطبيقات بديلة للواتساب

قمنا بإجراء مراجعة لعددٍ من التطبيقات، وعملنا على مقارنة الوظائف الأساسية لها، واللوائح الخاصة بحماية البيانات والخصوصية. وقد اعتمدنا بعض المعايير بهذا الخصوص أبرزها:

  • توفّر التطبيقات في نظامي التشغيل أندرويد (Android) و آي أو إس (IOS)
  • واستخدام التشفير من طرفٍ لطرف (End to End) ولم نأخذ تطبيق سناب شات (Snapchat) من ضمن التطبيقات المختارة، رغم أنه يحظى بشعبيةٍ كبيرة، وذلك لأنه لا يوفّر التشفير من طرف لطرف في تبادل الرسائل، وبالتالي يمكن قراءة محتوى الرسالة من قبل الشركة. نظرنا إلى سيجنال، تيليجرام، واير، وثريما، وذلك لمعرفة ما يقوله مزودو الخدمة فيما يتعلق بخصوصية البيانات، والآثار الرقمية (Traces).

سيجنال (Signal)

يأتي سيجنال على رأس التطبيقات التي يُنصح باستخدامها، فهو يشبه واتساب في أغراض استعماله، كما يوفّر أيضاً نسخة للحواسيب. وهو تطبيقٌ شائع الاستخدام بين الصحفيين والناشطين. عند التسجيل في سيجنال، لا يمكن تجنّب إعطاء رقم هاتفك وهذا ما يلاقي انتقاد بعض المهتميّن بالخصوصيّة الرّقميّة. مع ذلك، يتميّز سيجنال بتخزين جهات الاتصال في الجهاز فقط وليس في خوادمه أو في السّحب الرّقميّة، وبالتالي، وعلى عكس واتساب، لا يمكن لهذه المنظمة الغير ربحيّة الوصول إلى جهات الاتصال في دليل هاتفك. يتمّ تشفير جميع الدردشات في سيجنال من طرفٍ إلى طرفٍ عبر نظام تشفير مفتوح المصدر، ممّا يتيح للخبراء فرصة فحص الكود الأساسي واختبار إدّعاءات مزوّد الخدمة. كما يسمح سيجنال بتفعيل اختفاء الرّسائل الفرديّة وفق وقت زمني يتم تحديده. وللعلم، لا يحتفظ سيجنال تقريبًا بأيّ بيانات وصفية متعلقة بالاستخدام، بل فقط بـ "تاريخ ووقت تسجيل المستخدم في التطبيق بالإضافة إلى آخر ظهور متّصل (Connected) في التطبيق". يقع مقرّ المؤسّسة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنّ التطبيق لا يمتلك خوادم خاصة به ويعتمد بالكامل على حلول استضافة الويب السحابية التي تقدّمها أمازون عبر (Amazon Web Services) والتي تخضع للاستجابة القانونية الأميركية لبيانات العملاء، ما يطرح بعض المخاوف حيال ذلك.

تيليجرام (Telegram)

انتشر مؤخرًا خبر استثمار 150 مليون دولار في تطبيق تيليجرام من قبل شركة "مبادلة للاستثمار" المملوكة لحكومة أبوظبي في الإمارات العربيّة المتّحدة، وهذا ما جعل خبراء الأمن الرّقمي يحثّون من حولهم على توديع تيليجرام أيضًا.

لكن للتطبيق ميّزاته الخاصّة في الإعلام الاجتماعي وتجاوز الحجب وهو منتشر في المنطقة، لذا نتطرّق إليه. يحتاج تفعيل تيليجرام إلى رقم الهاتف، ويتطلب إدخال الاسم الأول. غير أنه لا يتمّ التحقق مما إذا كانت هذه المعلومات صحيحة كما يفعل فيسبوك مثلًا الذي يطلب ذكر الاسم الحقيقي وفق شروط الاستخدام الخاصة به. ويمكنك تحديد ما إذا كان بإمكان المستخدمين الآخرين رؤية رقم هاتفك أم لا. كما أنه يمكن متابعة قراءة الرسائل من أيّ جهاز آخر في أيّ وقت بفضل المزامنة السحابية الفورية للرّسائل. لكن التشفير من طرفٍ إلى طرف لا يتمّ تلقائيّا كما في سيجنال وإنّما عند تفعيل المحادثات السرية (Secret chats)، وهي ليست متاحة للمكالمات الجماعية، إلا أنّ التطبيق يتميز بتشفير المحادثات الصوتية والمرئية من طرفٍ إلى طرف. بالإضافة إلى ذلك، يقوم التطبيق بحفظ أرقام الهاتف والأسماء الأولى والأخيرة لجهات الاتصال عند تشغيل خيار مزامنة جهات الاتصال. لذلك ننصحكم بإيقاف ميزة مزامنة جهات الاتصال في إعدادات الخصوصيّة حتى لا يحتفظ تيليجرام بأرقام جهات اتصالكم في خوادمه. وفي حالة عدم استخدام التطبيق لمدة ٦ أشهر، تُحذَف بيانات المستخدم تلقائيًا. ويمكن تغيير هذه الفترة في الإعدادات كذلك. ونذكر أنّه لا يمكن تفعيل اختفاء الرسائل الفرديّة إلا في "المحادثات السرية".

واير (Wire)

يمكن استخدام واير من خلال تسجيل اسم ورقم هاتف محمول أو بريد إلكتروني. ونظرًا لأنه يمكن استعمال التطبيق أيضًا على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، يتم تخزين محتوى الرسائل مؤقتًا بشكلٍ مشفر على الخوادم حتى يتم تسليمها للطرف المعني. كما يجري تسجيل البيانات الوصفية بهدف تسهيل المزامنة عبر أكثر من جهاز. ويوفّر هذا التطبيق السويسري التشفير من طرفٍ لطرف للرسائل النصية والصوتية وحتى المحادثات الجماعية. وبالإمكان تحديد التدمير الذاتي في عدة مستويات زمنية بشكلٍ منفصل للرسائل الفردية. ومن الجدير بالذّكر أنّ واير، في النسخ المدفوعة، يدعم ميزات القيام بمؤتمرات الفيديو التي تجذب رواد الأعمال، بما في ذلك مشاركة الشاشة وجدولة الاجتماعات.

ثريما (Threema)

ثريما ليس مجّاني، ولكنّه التطبيق الوحيد الذي يحمي مجهوليّة مستخدميه تمامًا. عند السؤال عن المجهولية، لا يقتصر الموضوع على حماية مجهوليّتك من المستخدمين الآخرين، وإنّما من مزوّد الخدمة نفسه. ومن خلال البحث والمقارنة، وجدنا أنّ ثريما هو تطبيق الدردشة الوحيد الذي يتيح الاستخدام دون أيّ معلوماتٍ شخصية. ويقوم التطبيق السويسري، بتعيين معرّف يتم إنشاؤه عشوائيًا، ويمكنك إدخال اسمك إذا كنت ترغب في ذلك. ولا تتطلب عملية التسجيل تقديم رقم هاتفك أو بريدك الإلكتروني. ويوفّر ثريما تشفير الرسائل النصية والمحادثات الصوتية من طرفٍ لطرف، فضلًا عن أنه لا يحتفظ عادةً بأيّ بيانات وصفيّة. كما أنه خاضع لقانون "GDPR" وهو قانون خصوصيّة صادر عن الاتحاد الأوروبي لمنح المواطنين القدرة على التحكم في بياناتهم الشخصية.

التقليل من الآثار الرّقميّة في التطبيقات

بغضّ النظر عن الوعود التي قد يقطعها مقدمو الخدمة فيما يتعلق بتعاملهم مع البيانات الشّخصيّة لمستخدميها، يمكن لكم تقليل ما تشاركونه من معلومات مع المستخدمين الآخرين. مثلًا ليس عليك بالضرورة إدخال اسمك الصحيح والكامل، وبوسعك الاستغناء عن رفع صورتك الشّخصيّة في حسابك. إنّ رسائل الحالة مثل "متصل" أو "قُرئت" وغيرها، قد تجعل سلوك الاستخدام أكثر شفافية، لكنّها قد تؤدي إلى مواقف محرجة ومشاكل غير مرغوب بها. لذلك تستطيعون تعطيل بعض الخدمات الغير ضروريّة، مثل تقارير حول قراءة الرّسائل، أو مشاركة حالة الاتصال، وحتى بينما تقومون بالكتابة. في سيجنال مثلاً، لا يوجد حالة اتصال، بمعنى أنّه ليس بإمكانك معرفة إن كان أي من المستخدمين متّصلًا بالخدمة أم لا، كما يمكن تعديل كل من الإشعارات حول قراءة وكتابة الرّسائل. حتّى في واتساب، يمكن تعديل أشياء مثل آخر ظهور في التّطبيق، أو من بإمكانه رؤية صورة الحساب.

أهميّة حذف حساب واتساب

إن اقتنعتم بأنّ موعد وداع واتساب قد حان، تذكّروا بأنّه لا يكفي ببساطة إلغاء تثبيت التطبيق. بل ستحتاجون إلى حذف حسابكم قبل إلغاء تثبيت التطبيق. (بإمكانكم الاطلاع على خطوات فعل ذلك على موقع واتساب هنا. وتجدر الإشارة أنّه بإمكانكم طلب "معلومات حسابكم" الشّخصي من واتساب، وهذا يختلف عن تاريخ دردشاتكم، ففيه بعض البيانات الوصفيّة التي يجمعها واتساب عنكم، مثل أرقام جهات الاتصال في دليل الهاتف، وجميع المجموعات التي سبق وأن انضممتم إليها.

أحياناً، يُفرض علينا استخدام تطبيقات لا نحبّها من أجل التواصل مع أشخاص نحبّهم. لكن في النّهاية، يمكن لمزوّد أيّ خدمة فرض شروطه علينا عند استخدامنا للخدمة أو عدم إعطائنا خيار في تقبّل سياساته المتعلّقة بخصوصيّتنا، إلّا أنّ الثابت أنه لا يمكن لأيّ كان اجبارنا على استخدام خدمة دون غيرها.


محمد معاذ باحث وكاتب تقني
الصّورة لِ ديميتري كاراستيليڤ عبر موقع Unsplash.com

--

نزّلوا تطبيق الأندويد مجّاناً

للتنزيل مباشرةً
العودة للترويسة